recent
أخبار ساخنة

### **رواية "ناهد" لأسامة البرهامي: رحلة عاطفية في قلب القاهرة تستحضر زمن الحب الجميل**

الصفحة الرئيسية

 

### **رواية "ناهد" لأسامة البرهامي: رحلة عاطفية في قلب القاهرة تستحضر زمن الحب الجميل**

 

في عالم الأدب العربي المعاصر الذي يميل أحيانًا نحو التجريب القاسي أو الواقعية الصادمة، تأتي بعض الأعمال لتعيدنا إلى منطقة دافئة من الحنين، حيث الرومانسية ليست مجرد ترف، بل هي جوهر الصراع الإنساني. تندرج **رواية "ناهد" للكاتب أسامة البرهامي** ضمن هذه الفئة، مقدمةً للقارئ تجربة سردية أنيقة تعيد إلى الأذهان أعمال عمالقة الأدب الرومانسي الاجتماعي مثل إحسان عبد القدوس، لكن برؤية معاصرة تتناسب مع تعقيدات الحاضر.

في عالم الأدب العربي المعاصر الذي يميل أحيانًا نحو التجريب القاسي أو الواقعية الصادمة، تأتي بعض الأعمال لتعيدنا إلى منطقة دافئة من الحنين، حيث الرومانسية ليست مجرد ترف، بل هي جوهر الصراع الإنساني. تندرج **رواية "ناهد" للكاتب أسامة البرهامي** ضمن هذه الفئة، مقدمةً للقارئ تجربة سردية أنيقة تعيد إلى الأذهان أعمال عمالقة الأدب الرومانسي الاجتماعي مثل إحسان عبد القدوس، لكن برؤية معاصرة تتناسب مع تعقيدات الحاضر.
### **رواية "ناهد" لأسامة البرهامي: رحلة عاطفية في قلب القاهرة تستحضر زمن الحب الجميل**


### **رواية "ناهد" لأسامة البرهامي: رحلة عاطفية في قلب القاهرة تستحضر زمن الحب الجميل**

  •  هذا العمل الأدبي ليس مجرد قصة حب
  •  بل هو غوص عميق في نفسيات أبطالها
  •  ورصد دقيق لتحولات الطبقة الوسطى المصرية
  •  وتساؤل مفتوح حول فرص الحب الثانية.

#### **عودة إلى قصة حب قديمة حبكة تتجاوز الزمن**

 

تدور أحداث الرواية في قلب **مصر الجديدة**، هذا الحي القاهري العريق الذي لطالما كان مسرحًا لأحداث روايات الطبقة الوسطى الأرستقراطية والمثقفة. هنا، في هذه الأروقة التي تحمل عبق الماضي وتطلعات الحاضر، يلتقي **ناهد وهشام** من جديد بعد سنوات طويلة من الفراق.

  •  لم يعد أي منهما كما كان؛ فالزمن قد نحت في شخصيتيهما ندوبًا وتغييرات عميقة. اللقاء ليس مجرد
  •  صدفة عابرة، بل هو بوابة تُفتح على مصراعيها نحو ماضٍ مشترك وحب قديم لم يمت، لكنه دُفن
  •  تحت طبقات من الواقع والمسؤوليات.

 

تكمن قوة **رواية "ناهد"** في هذه الفرضية الأولية: هل يمكن للحب أن ينهض من رماده؟ وهل يمكن لشخصين تغيرا بالكامل أن يعيدا بناء ما كان بينهما على أسس جديدة؟ يطرح **أسامة البرهامي** هذه الأسئلة ببراعة، جاعلًا من طموح البطلين في "عيش قصة الحب القديمة" المحرك الأساسي للأحداث.

 

#### **شخصيات من عمق الواقع ناهد وهشام**

 

لا يمكن الحديث عن الرواية دون التوقف عند بناء شخصياتها الرئيسية، فهي ليست مجرد نماذج نمطية، بل هي شخصيات مركبة تعكس صراعات حقيقية.

 

*   **ناهد: المعذبة في سجن اجتماعي**

    ناهد ليست مجرد بطلة رومانسية، بل هي رمز للمرأة التي تجد نفسها حبيسة واقع لم تختره بالكامل. وصفها بـ "المعذبة في زواجها" هو مفتاح فهم شخصيتها. عذابها ليس بالضرورة جسديًا، بل هو عذاب نفسي وروحي نابع من الفراغ العاطفي، وغياب الشريك الحقيقي، والشعور بأن حياتها تسير في مسار لا يشبه أحلامها.

  1.  تمثل ناهد شريحة كبيرة من النساء اللواتي يقدمن تضحيات صامتة تحت ضغط التقاليد والأعراف
  2.  الاجتماعية. عودتها إلى هشام ليست مجرد بحث عن حبيب، بل هي بحث عن ذاتها المفقودة، وعن
  3.  فرصة للتنفس خارج أسوار قفصها الذهبي.

 

*   **هشام: الحالم بتغيير العالم**

    على الجانب الآخر، يقف هشام كشخصية مثالية وحالمة. وصفه بـ "الطامح لتغيير العالم" يضعه في مواجهة مباشرة مع الواقعية القاسية التي تعيشها ناهد. طموحه قد يكون فنيًا، ثقافيًا، أو حتى سياسيًا، لكنه في جوهره يمثل الأمل والرغبة في تجاوز المألوف وصناعة عالم أفضل. 

  • هشام هو النقيض الهادئ لواقع ناهد الصاخب داخليًا. حبه لناهد لا ينفصل عن نظرته الأوسع للحياة
  •  فهو يرى فيها جزءًا من الجمال الذي يسعى لتحقيقه في العالم. هذا الصراع بين مثاليته وواقعيتها يخلق
  •  ديناميكية ثرية ومعقدة بينهما.

 

### **رواية "ناهد" لأسامة البرهامي: رحلة عاطفية في قلب القاهرة تستحضر زمن الحب الجميل**

#### **بين القاهرة وباريس رحلة في الزمان والمكان**

 

يستخدم الكاتب **أسامة البرهامي** الأماكن كشخصيات فاعلة في الرواية. فالأحداث لا تقتصر على مصر، بل تمتد لتصل إلى **باريس**. هذا الانتقال الجغرافي يحمل دلالات رمزية عميقة:

*   **القاهرة (مصر الجديدة):** تمثل الواقع، الجذور، الماضي، والقيود الاجتماعية. إنها المكان الذي بدأت فيه القصة وتجذرت، وهي مسرح الصراع الحقيقي بين الواجب والحب.

*   **باريس:** ترمز إلى الحلم، والحرية، والفن، والهروب. إنها "المدينة الحالمة" التي يمكن أن يتحقق فيها المستحيل، بعيدًا عن عيون المجتمع ورقابته.

 

  • هذا التناقض بين المدينتين يعكس الصراع الداخلي للأبطال بين ما هم عليه وما يتمنون أن يكونوا.
  •  يأخذنا البرهامي في رحلة حسية عبر شوارع تعج بالفن والموسيقى، سواء في مقاهي القاهرة الثقافية
  •  أو أزقة باريس الرومانسية، مما يضفي على الرواية بُعدًا سينمائيًا غنيًا.

 

#### **على خُطى إحسان عبد القدوس استحضار الرومانسية الكلاسيكية**

 

من أبرز ما يميز **رواية "ناهد"** هو قدرتها على استحضار أجواء الأدب الرومانسي الكلاسيكي المصري، وتحديدًا أعمال الكاتب الكبير **إحسان عبد القدوس**. هذا التشابه لا يكمن في تقليد أسلوبه، بل في تبني روحه. يتجلى ذلك في عدة نقاط:

1.  **التركيز على الطبقة الوسطى:** مثلما فعل عبد القدوس، يغوص البرهامي في عوالم الطبقة الوسطى المصرية، بتعقيداتها النفسية والاجتماعية.

2.  **عمق الشخصية النسائية:** ناهد، بصراعاتها الداخلية وأحلامها المكبوتة، تذكرنا ببطلات إحسان اللواتي كن دائمًا محورًا للأحداث، يعانين ويتمردن بصمت أو بصخب.

3.  **المعضلة الأخلاقية:** تضع الرواية أبطالها والقارئ أمام معضلة أخلاقية واجتماعية، تمامًا كما كانت تفعل روايات الزمن الجميل، متسائلة عن حدود الحب والواجب والحرية الشخصية.

4.  **الأجواء السينمائية:** السرد في "ناهد" يجعلك تشعر وكأنك تشاهد "فيلمًا رائقًا يتحدث عن الحب"، وهو ما يعزز الشعور بالحنين إلى حقبة كانت فيها الرومانسية تُقدم بفخامة وأناقة.

 

#### **نهاية مفتوحة أم أمل محقق؟**

 

يتركنا الكاتب مع السؤال الأهم الذي يطارد القارئ منذ الصفحات الأولى: "هل تقود الأقدار البطلين لما نتمناه؟". هذا التساؤل هو جوهر التجربة القرائية. الرواية لا تقدم إجابات سهلة أو نهايات سعيدة مبتذلة. إنها تجعل القارئ يتطلع ويأمل، لكنها تبقي مصير البطلين معلقًا بخيوط القدر والواقع والاختيار الشخصي. هذه النهاية، سواء كانت سعيدة أم حزينة أم مفتوحة، تجبر القارئ على التفكير في حياته الخاصة، وفي قصص الحب التي عاشها أو التي حلم بها.

 

**في الختام**

 تعتبر **رواية "ناهد" للكاتب أسامة البرهامي** إضافة قيمة للمكتبة العربية الحديثة، فهي عمل يجمع بين متعة الحكي الرومانسي وعمق التحليل النفسي والاجتماعي. إنها رواية لكل من يؤمن بالفرص الثانية، ولكل من يبحث عن قصة حب تتجاوز حدود الزمان والمكان، ولكل من يحن إلى زمن كانت فيه المشاعر هي البطل الحقيقي.

 عمل أدبي يستحق القراءة والتأمل، لأنه يثبت أن الحديث عن الحب سيظل دائمًا السلاح الشعبي الأقوى في مواجهة عالم يفقد عواطفه يومًا بعد يوم.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent